فصل الصيف هو فصل الاسترخاء والاستجمام والإجازات السنوية والراحة من عناء عام طويل ، وبفعل ارتفاع الحرارة يلزمنا دوماً شرب الماء والسوئل الكثيرة وتناول الفواكه والحضروات الطازجة باستمرار ، وحواء بشكل خاص يلزمها برامج مكثفة للعناية بالبشرة وحمايتها من الشمس والهواء الجاف ومياه البحر أوحمامات السباحة ، ولتواجهي الصيف وأنت مستعدة محصنة إليك لمحة عن المخاطر والحلول المناسبة لمعالجتها.
بشرتك والشمس
المعادلة بسيطة. فكل واحد منا يملك قدرة محددة وفريدة على تحمل الشمس، علماً أن هذه القدرة تزداد على مرّ السنوات وبسرعة أكبر في حال التعرض بكثرة لأشعة الشمس. لكن عند تجاوز هذه القدرة المحددة، تظهر التجاعيد في الوجه والبقع البنية على الكتفين والظهر... يؤكد الاختصاصيون أن هذه العلامات ليست علامات شيخوخة وإنما هي دليل على فرط في التعرض لأشعة الشمس على مدى أعوام عدة. وبالإضافة إلى هذه العلامات الظاهرية، يمكن لتأثيرات الشمس في مستوى الخلايا أن تسبب الورم القتاميني، أحد أخطر أنواع سرطان الجلد، والذي يتم تشخيص 8 آلاف حالة جديدة منه كل سنة.
لا يمكن الاستخفاف إذاً بالمخاطر الناجمة عن التعرض للأشعة البنفسجية من الفئتين A وB، ومن هنا تبرز الحاجة إلى استعمال كريم واقٍ من الشمس للتخفيف من التأثيرات المضرّة للأشعة فوق البنفسجية. ولا بد من الإشارة إلى أن الحجاب الواقي من الشمس لا يمكن أن يوفر حماية بنسبة 100 في المئة من الشمس. لكن الأطباء يشددون على ضرورة اختيار المستحضر الذي يوفر الحماية من نوعيّ الأشعة ما فوق البنفسجية، أي UVA وUVB. ويشير الأطباء أيضاً إلى أن الملابس الداكنة تصفّي الأشعة فوق البنفسجية بصورة أفضل من الملابس الفاتحة، لكن حين تتبلل هذه الملابس الداكنة، تتوقف فاعليتها في تصفية الأشعة فوق البنفسجية.
وباتت تتوافر الآن في الأسواق مجموعة من الملابس الواقية من الأشعة فوق البنفسجية وهي مخصصة لأنواع البشرة الحساسة أصلاً بحيث توفر لها الحماية أثناء التعرض لفترات طويلة لأشعة الشمس، كما أثناء النزهات في الطبيعة أو الرحلات البحرية أو ما شابه.
من جهة أخرى، لا توفر نوافذ السيارة حماية من الأشعة فوق البنفسجية إلا إذا تمت معالجتها لهذه الغاية، ولذلك يجب توخي الحذر من أشعة الشمس أثناء القيام برحلات طويلة في السيارة. ويجب توخي الحذر أيضاً عند التعرض لنور المصابيح العاملة بالأشعة فوق البنفسجية. فهذه المصابيح لا تحمي من ضربات الشمس، ولا تحضر البشرة للاسمرار، ويمكن أن تكون أيضاً خطيرة.
لذا، يشدد الأطباء والاختصاصيون على ضرورة تحضير البشرة عبر تناول المكملات الغذائية المرتكزة على البيتا-كاروتين المضاد للتأكسد. لكن هذه المكملات ممنوعة على المدخنين لأنها تزيد من خطر التعرض للسرطان. بالفعل، أشارت دراسة أميركية حديثة إلى أهمية البيتا كاروتين في الوقاية من التأثيرات المضرة للشمس. فالبيتا كاروتين يساعد على حماية البشرة عند تكديسه فيها.
وبالنسبة إلى الأطفال، أكدت الدراسات أن التعرض المطوّل للشمس يزيد من خطر التعرض لسرطان البشرة، وتعتبر السنوات العشر الأولى من عمر الطفل حاسمة في هذا المجال. ممنوع التعرض بتاتاً للشمس قبل عمر السنة. وبعد عمر السنة ، يجب حماية الطفل بالكريم الواقي من الشمس، ووضع قبعة على رأسه، وإلزامه بارتداء قميص قطني.
تجنبي هذه المستحضرات
ثمة جزيئات في مستحضرات التجميل تعرف بالجزيئات الحساسة للضوء. وعند احتكاك هذه الجزيئات بالبشرة، تصبح هذه الأخيرة حساسة جداً للضوء وتتفاعل بشكل مفرط. بالفعل، قد تحصل ضربة شمس كبيرة يمكن أن تترك بقعاً ملونة بإفراط (تسمم ضوئي) أو أكزيما أو حتى طفح جلدي مع بثور حكّاكة. وكل هذه المشكلات ناجمة عن تحول جزيئة إلى مادة مسببة للحساسية بفعل تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية (حساسية ضوئية). ولعل البسولارين هي أبرز هذه الجزيئات المسببة للحساسية إذ تعرقل تكاثر الخلايا عبر التأثير مباشرة في الـDNA خاصتها. هكذا، تصبح البشرة حساسة جداً للشمس، مع مخاطر الحروق الوخيمة. كما تحتوي الزيوت العطرية والخلاصات المرتكزة على حبوب المندرين والبرغموت والحامض على هذه الجزيئات المسببة للحساسية الضوئية.
من جهة أخرى، يعتبر الفجرين أو الإيوزين (éosine) المطهر مادة ملونة حساسة للضوء عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية. واللافت أن هذه المادة تدخل في تركيبة أحمر الشفاه وطلاء الأظافر، ولذلك يجب توخي الحذر أثناء التعرض للشمس.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن بعض المصافي الشمسية يمكن أن تسبب حساسية في البشرة عند تعرض هذه الأخيرة للشمس. وفي هذه الحالة، يمكن استعمال الأقنعة الشمسية (écrans solaires) التي لا تتغلغل في البشرة وتعكس أشعة الشمس.
حماية العينين
في حال عدم حماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية، يمكن أن يتعرض الجفنان لضربة شمسية. وقد يغزو الالتهاب أيضاً بياض العين والمادة المخاطية في الجهة الداخلية للعين. حتى جليدية العين (cristallin) يمكن أن تصاب بالضرر عند التعرض للكثير من الأشعة فوق البنفسجية، مما يسبب ظهوراً مبكراً جداً لإعتام عدسة العين.
من الضروري إذاً حماية العينين بالنظارات الشمسية القادرة على تصفية الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 100 في المئة (وليس 90 أو 95 في المئة)، مع الإشارة إلى أن الفئتين 3 و 4 من النظارات الشمسية مخصصتان عموماً للأماكن التي تكون فيها أشعة الشمس قوية جداً (مثل البحر والجبل).
وبالنسبة إلى الأطفال، يجب توخي الحذر لأن بؤبؤ العين يتوسع بفعل أشعة الشمس، ما يؤدي إلى دخول المزيد من الأشعة فوق البنفسجية المؤذية إلى الشبكية. وبما أن عيون الأطفال أكثر شفافية للضوء من عيون الكبار، فإن البؤبؤ يكون أكبر والأنسجة أقل تركيزاً بالأصباغ الواقية. لذا، بدل استعمال النظارات الشمسية الملونة غير الواقية وإنما الرائجة على الموضة، يستحسن وضع قبعة كبيرة على رأسهم لحماية الرأس والعينين على حد سواء من أشعة الشمس المؤذية.
الأدوية ومخاطرها
يحذر الاختصاصيون من بعض المضادات الحيوية، ولاسيما تلك المستخدمة في معالجة حب الشباب أو الالتهاب البولي، ومن الهلامات المضادة للالتهاب. يجب الانتباه أيضاً إلى مضادات الاكتئاب، والأدوية المستخدمة لمعالجة مشاكل دقات القلب، والأدوية التي يتم تناولها أثناء الخضوع للعلاج الكيميائي. فعند تناول مثل هذه الأدوية، يستحسن عدم التعرض لأشعة الشمس. وعند الضرورة، يجب استعمال أقنعة واقية بدرجة عالية.
مخاطر تكييف الهواء
خلال فصل الصيف، يتم استعمال مكيفات الهواء بشكل مكثف ومنتظم. لذا، يجب تنظيف مصافي الهواء كل شهر لتفادي تناثر الغبار في الهواء، خصوصاً وأن هذا الغبار المتناثر يسبب حساسية في الأنف والعينين.
وفي السيارة، يتيح مكيف الهواء تنفس هواء أقل تلوثاً وغير مثقل كثيراً بالغبار لأن مصافي مكيف الهواء تلتقط الجزيئات الكبيرة المنبعثة من غازات عوادم السيارات.
في المقابل، يجدر بالأشخاص المصابين بداء الربو أو بحساسية عامة في الجهاز التنفسي أن يتوخوا الحذر ويشغلوا مكيف الهواء قبل خمس عشرة دقيقة من الدخول إلى السيارة للتخلص من كل الأوساخ وجزيئات الغبار المتراكمة في مكيف السيارة. ولا بد من الإشارة إلى أن الفارق بين درجة الحرارة خارج السيارة ودرجة الحرارة داخلها يجب ألا يتعدى 7 درجات مئوية، تفادياً لأية أضرار صحية أخرى.
تجنب داء الفطار
يؤكد الأطباء أنه لا يمكن أن تصاب المرأة بداء الفطار أو بأي بالتهاب في الأعضاء التناسلية نتيجة مياه حوض السباحة أو السونا. إلا أن ثوب السباحة الذي ترتديه المرأة يسبب نقعاً للأعضاء التناسلية في الماء ويزيد بالتالي من خطر تكاثر الفطريات في البشرة. يكفي إذاً الاستحمام وارتداء ثوب سباحة جاف.
تعاني بعض النساء من تحسس في الأعضاء التناسلية عند السباحة في الأحواض. لا يعزى ذلك إلى أية جرثومة وإنما إلى مواد التطهير المستخدمة في ماء حوض السباحة والمؤذية كثيراً للمادة المخاطية الهشة في الأعضاء التناسلية. في هذه الحالة، يجب استعمال كريم واقٍ قبل النزول إلى الماء