بردت اطرافها وماتت

الى تلك الحديقة والى ذلك المقعد الخشبي
الذي تحيط به الورودمن كل الجهات يممت وجهتي
وحملت معي قلمي وأوراقي فلاغنى لي عنها
وعندما وصلت الى هناك اخرجت الماء الساخن من حقيبتي
لأصنع كوبا من الشاي ...
وبدأت أرشف الشاي شيئا فشيئا
أح ......انه لازال ساخنا....سأتركه ليبرد قليلا
وفي تلك الاثناء سافرت بي افكاري الى هناك حيث هو موجود معي دائما الى عالم الخيال
وطلبت مني ان ارسم صورته التي لم تفارفني حتى اعاود استرجاع ملامحها
وبدأت برسم صورته الجميلة التي صورها الله تعالى باحسن أشكالها
فرسمت عيناه التي استوطنها العشق الثائر
والحنان الناطق والسحر الآسر...
ومن بعد ذلك رسمت شفتاه التي يتقاطر شهدها
ثم تأملته بالكامل
لأرى جسم الاقوياء
ورجاحة عقل الاتقياء
وقلب سكنه حب الانقياء
ويدان أشبه ماتكون بمخزن يتناول الناس منه الدفء والحنان
أبحرت كثيرا فيه ...بسفينه الهيام
ولكني ادركت اني ابحر بلا مجاديف!
وأن الجزء البسيط الذي رسمته لايفيه حقه وإني ربما ظلمته بوصفي
ولكن كم تمنيت لو انه تناول معي كوب الشاي الذي اعددته في الحديقة
.........
رحلت بعيدا بعيدا
ثم عدت من رحلتي لأرتشف الشاي ولكنه قد برد
مثل أحلامي التي بردت أطرافها وماتت
يا للأسف لم اتناول الشاي بوقته
ولم ولم انجز شيئا من ابحاري في خيالي
ولم احقق شيئا من أحلامي
سوى هذه السطورالتي وضعتها هنا
وأنا أعلم يقينا أنها مبتورة الساقين
ولذا جعلتها على ذلك الكرسي المتحرك المعد لمثل هذه الأحلام
التي لم تسفر الفحوصات عن علاج مناسب لها
وعجز الطبيب عن ايجاد ساق بديلة لها لكي تستطيع السير

أحلام مبتورة
وعيون تلاحق تلك العصافيرالتي تحقق أحلامها مسرورة
وقلب بات يقتات على نباتات الحزن الممطورة بدماء الجروح
هذا خيال عالمي وماحوى