؛
لماذا
؛
لماذا أحن حبيبي لأمسي
على الرغم مما تعانيه نفسي
.
وأرضى بعودة كل المآسي
لقاء استعادة ليلة أُنسي
.
أما زلت تذكُرهَا يا حبيبي
أم أن الزمان إذا طال يُنسى
.
هُنالك فوق رمال الكثيب
جلسنا وبُحنا هوانا بهمس
.
شربنا حلاوة شهد الوصال
إلى أن سكرنا ومن غير كأس
.
وحين انتبهنا نظرنا بعيدا ً
وكان الحديثُ إشارات خرس
.
فلم نتبين إذا كان بدرٌ
يُطل على الأرض أم نور شمس
.
تلاشى الزمانُ وضاع المكانُ
وصرنا أتون شعور وحس
.
مددت بشوق يدي إليك
فما فزت من راحتيك بلمس
.
حملتك فوق جناحي شعوري
وخمرة أنسي تدور برأسي
.
وطرت إلى عالم ليس فيه
مكان لأي شقاء وبؤس
.
نشارك في أغنيات السرور
كأنّا مع الحب في حفل عرس
.
ونضحك حتى كأن الجنون
أصاب الشعور لدينا بمس
.
ونسخر من موت قيس بليلى
ونهزأ من موت ليلى بقيس
.
وينطلق الشوق من خافقينا
كما انطلق السهم من صدر قوس
.
فأشعر أني أمام امتحان
لعفة نفسي وشدة بأسي
.
فأرتد عن كل فكر شقي
واشقي سعير شعوري بحبس
.
وحين يطل الصباح علينا
أعود لرؤية زرعي و غرسي
.
فلا تشهد العين إلا سرابا
ويمتد في القلب حزني ويأسي
.
ولكنني لا أزال مصراً
على ذكر اجمل ليلة أنس
؛
للشاعر الكبير / مانع سعيد العتيبة .